فكّ التضعيف
قرأتُ في "النهار"، يوم 18 نيسان 2009، لكاتب يفخر بأنّه من تلامذة العلاّمة الراحل عبد الله العَلايلي، قوله "استقَلَّيْتُ سيارةَ إسعاف". ولمّا كنتُ قد قرأتُ قبلاً، في الصحيفة نفسها، أفعالاً مماثلة، أذكر منها الفعلَيْن "استرَدَّيْنا واشمأَزَّيْتُ"، عرفت أنّ الإشكال في هذا ناجم عن جهل الكاتب أصولَ التعامل مع التضعيف عند إسناد ضمير الرفع المتحرِّك إلى الفعل. لذا زاد الياء قبل الضمير، وأبقى التضعيف على حاله، وهو يحسب أنّ الإشكال قد زال، وأنّه أحسنَ التصريف. والحلّ، في حالٍ كهذه، لا يكون بزيادة الياء قبل الضمير، وإنّما بفكّ التضعيف، أي بتكرار الحرف المُضاعَف (أو المُضعَّف) نفسه، فنقول "استَقْلَلْتُ واستَرْدَدْتُ واشمَأْزَزْتُ"، كما نقول في الثلاثيّ "مَدَدْتُ وشَدَدْتُ ورَدَدْتُ". وبعدَما قرأتُ ما قرأتُ، أيقنتُ أنّ شيخنا الراحل (العَلايلي) يبكي تلاميذه النُّجَباءَ، ويبكي من حال العُجمة التي آلت إليها لغة الضاد.
النّهار: العدد 23696، 15/5/2009
|