سوقية النيع
سمعت، يوم السبت في 9/8/2008، أحد السادة النوّاب يطلب إلى زميل له أن "يُطهّر نيعه "، فأدهشني أنّ كلمة "النيع" ما زالت معروفة حتّى يومنا هذا، وما زالت شائعة على بعض الألسن. وعادت بي الذاكرة إلى الطفولة، حين كنت وأتراباً لي نتبادل السباب البريء. ولمّا كنت يومئذ أرى نفسي الأفصح بين الأتراب، كان أحدهم يقول لي " سدّْ نيعَكْ ..."، فأردّ عليه مصحّحاً: " قلْ: سدّْ تمَّكْ، أو سدّْ بوزَكْ! فهذا أفضل ". فمنذ الطفولة كنت أقرف من التلفّظ بكلمة "النيع" لأنّني كنت أراها من سقط العامّيّة وأقرب إلى السوقيّة. فالمفردة العامّيّة "التمّ"، وهي مخفَّفة من "الفم"، أكثر شيوعاً على الألسنة، وتليها في المرتبة كلمة "البوز". فلطالما قال تِرب لآخر "سدّْ بوزَكْ "، ومنه قول اللبنانيّ "بِبوز المدفع". أمّا "سدّْ نيعَكْ " فلم تألفْها أذني، ولم يستسغْها ذوقي منذ الطفولة، لما فيها من نشاز لغويّ وصوتيّ. فيا صاحب "النيع"! لا فُضَّ فوكَ، و أكثر اللّه من أمثالك...!
النّهار: العدد 23463، 8/9/2008.
|