"شَواذّ" جمع لا مفرد
قرأتُ في عناوين الصفحة الأولى من "النّهار" (المانشيت)، يوم 20 نيسان 2010، تعبير "القواعد الفلسطينيّة في البقاع شواذ خطير". ولمّا كان هذا القول من الأخطاء التي شاعت على الألسنة، وبتنا نسمعها كثيرًا من إعلاميّي المرئيّ والمسموع، وجدتُ أنّ من واجبي تداركَ الخطأ وتصحيحَه. فالكلمة "شواذ" ليست مفردًا مذكّرًا كي تُنعَت بـ"الخَطِر" أو "الخَطير"، بل هي جمع تكسير مُشدَّد الذال على وزن "فَواعِل"، ومفرده اسم الفاعل "شاذّ وشاذَّة" الذي يوصَف به عادةً العاقل وغير العاقل؛ وعليه يُقاسُ وزنًا كلٌّ من الجموع "حَواسّ وخَواصّ وعَوامّ ودَوابّ وهَوامّ ... إلخ". ولكَ، إن شئتَ، أن تجمعه جمعًا سالمًا (للعاقل)، فتقول "شاذّون وشاذّات". أمّا الجمع "شُذّاذ" فله معنًى آخر واستعمال آخر.
ولنا في هذا العنوان فائدة أخرى، هي أنّ مَن يُنعَت بـ"الخَطير" هو مَن كان من الناس رفيع الشأن عاليَ المنزلة، وما يُنعَت بـ"الخَطِر" هو ما كان ذا خُطورة أو كان سببًا في خطرٍ حقيقيٍّ (والخَطِر من الأصل الثُّلاثيّ "خَطَرَ" هو المُتَبَختِر)، وكلاهما من الأصل الثلاثيّ "خَطُرَ". وفي رأيي أنّ المعنى الأخير (الخَطِر) هو ما كان يبغيه مَن خطّ جملة العنوان الكبير أو "المانشيت" في صفحة "النّهار"، وليس المعنى الأوّل (الخَطير) ...!
رفضت إدارة تحرير "النّهار" نشر هذه المقالة.
|