""رُشّا ورِشّا" لا "رَشاوى"
قرأتُ في "النّهار"، يومَ 6 تشرين الثاني 2010، كلمة "رَشاوى"، فعرفتُ أنّ كاتب هذه الكلمة أخضعها لقياسٍ في الجمع، حين حَسِبَ أنّ مفردها يُعامَلُ معاملةَ المفرد المؤنّث "فَعلى" الذي يُجمَع على "فَعالى". وهو يعرف جيّدًا أنّ المفرد هو "رَشوة" لا "رَشوى"، وأنّ القياس في جمع كلٍّ منهما مختلف. ولمّا كنّا نجمع "فَعلى" على "فَعالى"، أي نجمع "دَعْوى وشَكْوى وفَتْوى" على "دَعاوى وشَكاوى وفَتاوى"، فالقياس عادةً في وزن "فَعْلَة" هو جمعه على "فَعَلات" مثل "زَهَرات وحَفَلات وأَزَمات وصَفَقات وحَمَلات". لكنَّ للمفردة "رشوة" حالةً خاصّةً، فهي تُقرَأ مُثَلَّثةَ الفاء أي "رَشْوَة ورُشْوَة ورِشْوَة"، وكلُّها يُجمَع جمعًا قياسيًّا. فالمفردة الأولى "رَشوة" تُجمَع قياسًا على "رَشَوات"، وهذا جمع غير مقروء، والمفردة الثانية "رُشوَة" تُجمَع قياسًا على "رُشًا" مثل "حُزَم ودُرَر ولُعَب وصُرَر ودُمى"، والمفردة الثالثة "رِشْوَة" تُجمَع قياسًا على "رِشًا" مثل "كِسَر ونِسَب ورِزَم وعِلَل وفِتَن". وصفوة القول أخيرًا أنّ الجمع الذي نبغيه هو "رُشًا ورِشًا"، أمّا الجمع "رَشاوى" فهو جمع العامّة وليس من فصيح العرب.
النّهار: العدد 24427، 23/6/2011
|