الدكتور جوزيف الياس

فهرس: صفحة المدخل     سبرة علميّة       ملاحق     صور المؤلفات العامّة     صور الكتب المدرسيّة     مقالات جديدة    للاتصال بنا




مسرَّة المسرّات




قرأتُ في "النّهار"، يومَ 27 تشرين الثاني 2010، مقالةً صغيرةً ذُيِّلت في أسفلها بالحرفَين "غ.ح."، فعرفتُ أنّ كاتبها هو مدير التحرير الأستاذ غسّان حجّار. وفيها يشير الأستاذ حجّار إلى النّدوة التي دعا إليها الأب جورج باليكي احتفاءً بالذكرى المئويّة لتأسيس مطبعة القدّيس بولس وإصدار مجلّة "المَسَرّة". ولمّا كنتُ قد لمستُ من الأسطر الأولى أنّ معلومات الأستاذ حجّار قد أوقعته في شيء من اللَّبس، وولّدت لدى القارئ بعضًا من الشكّ في تاريخ الصدور، رأيتُ أن أُلقيَ ضوءًا على الظروف التي أحاطت بإصدار هذه المجلّة. وعلى الرغم من أنّني لم أُدعَ إلى الندوة المُشار إليها، أُهدي مقالتي هذه إلى الأب باليكي الذي يذكر لقاءنا الأخير في حَرَم جامعة سيّدة اللّوَيْزة (2009)، وضيف الشرف الذي تَحلَّقَ حوله المَدعوّونَ يومئذ هو "حديقة الأخبار" في مناسبة مرور مئة وخمسينَ سنةً على صدورها. أمّا المؤتمر الذي دعا إليه السيّد بلال شرارة في قصر الأونيسكو (2009) على شرف "حديقة الأخبار"، فليس لي أن أذكره لأنّني لم أُدعَ إليه.

"المَسَرَّة" عنوان رئيس أيِ اسمُ المجلَّة، لكنَّه يتمِّم القول الملائكيّ "المجد لله في العُلى وعلى الأرض السلام وبالناس ...". وهذا القول سُطِّر في لوحٍ في أعلى صفحة الغلاف، وقد حمله ملاكان. وتحت العنوان الرئيس نقرأ "مجلّة بطريركيّة الروم الكاثوليك"، وتحته نقرأ تعريف المجلّة، فإذا هي "دينيّة علميّة تاريخيّة إخباريّة". ثم نقرأ تحت هذا التعريف "بإدارة الآباء البولسيّين – تحت رئاسة ومراقبة سيادة الحَبر الجليل كيريوس جرمانوس معقّد مطران اللاذقيّة".

طُبِعَ العدد الأوّل من "المَسَرَّة" في مطبعة "مار بولس في حريصا"، وصدر في الأوّل من حزيران سنة 1910(وليس سنة 1911 كما جاء في قاموس الصحافة اللبنانيّة)، وأُشيرَ على صفحة الغلاف، وعلى صفحة العنوان الداخليّ، إلى أنّ المجلّة "تصدر مرَّتَيْن في الشّهر" أي هي نصف شهريّة، وأنّ "قيمة الاشتراك في سوريا ريال مجيدي، وفي القطر المصريّ سبعة فرنكات ونصف الفرنك، وفي الممالك الأجنبيّة عشرة فرنكات"، على أن تُدفَعَ قيمة الاشتراك سلفًا. وفي الصفحة التي تلي صفحة العنوان الداخليّ (ص 2)، نقرأ عنوان "إعلام"، وهو عنوان شغل الصفحة كلّها، وفيه أنّ البطريرك كيرلّس الثامن أجاز إصدار "المَسَرَّة"، وكانت إجازة إصدارها قبل شهرَيْن، أي في الأوّل من نيسان.

نقرأ، بعد ذلك، في الصفحة الثالثة تقديم العدد تحت عنوان "مقدِّمة"، وتقع هذه في أربع صفحات، وممّا جاء فيها أنّ البطريرك كيرلّس الثامن قد وجَّهَ إلى المطران معقّد رسالتَيْنِ حثّهُ فيهما، واستنهض همَّته لإصدار مجلّة بمساعدة أعضاء جمعيّته البولسيّة، والرسالة الأخيرة منهما تحمل تاريخ 21 آذار 1910. بعد ذلك، يتحدَّث المحرّر في الصفحتَيْنِ الخامسة والسادسة عن خطّة المجلّة، فيَعِدُنا بأن تكون عبارتها واضحة تفهمها الخاصّة والعامّة، وبأن يكون مذهبه في اللغة أقرب إلى التساهل. ويختم المحرّر مقدِّمته هذه قائلاً في الفقرة الأخيرة: "واللهَ نسأل أن يؤازرنا بأنواره ونِعَمِه، ليعود هذا المشروع الخطير إلى تمجيده عَزّ وجَلّ، وإعلاء شأن كنيسته، وفائدة الملّة العزيزة والوطن المحبوب. إنّه، تعالى، على كلّ شيء قدير".

وفي الصفحة السابعة، نقرأ مقالة أخرى بعنوان "المَسَرّة"، حرَّرَها رئيس جمعيّة المُرسّلين البولسيّين، ومُنشِئ المجلّة أو صاحب امتيازها المطران جرمانوس معقّد، فجاءت في بضع صفحات، عرض المطران معقّد، في جانب منها للباعث على إصدار المجلّة، وللمراحل التي مرّ بها مشروعه، كما تحدّث، في جانب آخر، عن رسالة المجلّة، وأهدافها، وما تطمح إليه مُستَقبَلاً.

جاء العدد الأوّل من "المَسَرَّة" في اثنتَيْنِ وثلاثين صفحةً من القطع الصغير، وحوى مجلَّدها الأوّل أربعة وعشرين عددًأ. بيد أنّ المجلّة تحوّلتْ، في ما بعدُ، إلى مجلّة شهريّة، واستمرّت تصدر، ما خلا فتراتٍ محدودةً من التوقّف أو الاحتجاب (وربّما التعطيل)، فإذا بها تبلغ هذه السنة عامها المئة، وإذا بها الدوريّة اللبنانيّة الأولى التي تحتفل بمِئَويَّتها أو بيوبيلها المئويّ الأوّل.

رفض مدير تحرير "النّهار" نشر هذه المقالة

 

جميع حقوق النشر محفوظة dr.josephelias.com