ما بعد التكريم
أمّا وقد كرَّمَ اتّحاد الكتّاب اللبنانييّن مَن كرَّمَ من مُبدعي لبنان، فهنيئًا للاتّحاد ما فعل، وهنيئًا لكلّ مُبدِعٍ كُرِّمَ. بيد أنّ هذا لا ينفي الرغبة في السؤال أو التساؤل: "لِمَ كان العدد 153 مُكَرَّمًا؟ ولِمَ كلّ هذا الحشد دفعةً واحدةً؟". عدد كهذا لا يكون عادةً في حفلات التكريم، وإنّما في حفلات التخرُّج. وأيًّا تكن "المبرِّرات" التي لجأ إليها الاتّحاد أو احتمى بها، فحجّتُهُ ضعيفة، ولاسيّما أنّ العدد الكبير هذا يولِّد لدى المُكَرَّم شعورًا بأنّه قد ضاع في الزحام. ولطالما تساءلتُ، مُذْ قرأتُ الخبر في "النّهار" يوم 8 تشرين الثاني 2010، ومذ تسلَّمتُ بطاقة الدعوة بعد ذلك بيومين أو ثلاثة: "لِمَ كلّ هذا الحشد؟ ألم يكن من الأجدى أن يُكَرَّم الراحلونَ سنة 2010، وأن يُكَرَّمَ الأحياء سنة 2011؟".
وبعدَما تداركتُ ما حسبتُه خللاً، فاقترحتُ على الاتّحاد، في مقالتي "معايير التكريم" (النهار، 12/11/2010)، إضافة أسماء أخرى لأحياء وراحلين، أعود لأسأل الهيئة الإداريّة للاتّحاد: "ما السبب الذي جعلكم تعودون بالزمن إلى مَن تَوَفّاه الله سنة 1976؟ وما "معاييركم" في العودة إلى هذه السنة؟ لقد بدأتم، في تقديري، بالكمالَيْن الشهيدَيْن: كمال يوسف الحاجّ (1976)، وكمال جنبلاط (1977). فلِمَ لم تُكَرِّموا من مُعاصِريهما، ومِمَّن تَوَفّاهُمُ الله في ذاك العَقد، أمين نخلة (1976)، وبولس سلامة (1979)، وسليم حيدر (1980)؟ وأُضيفُ إلى أسماء الثلاثة هؤلاء، وإلى مَن ذكرتُ في مقالتي السابقة، أسماء ثلاثة من الراحلين هم: جبرائيل جبّور (1991)، إدمون نعيم (2006)، الأب يوحنّا قمَيْر (2006). فقد كان هؤلاء جميعًا أَوْلى بالتكريم من بعض الأحياء الذين كرَّمتم. وليتَ الأمرَ انتهى عند هذا؛ فلَسَوف يأتي غدًا مَن يسألكُمْ عن أسماءٍ أُخرى ...!
رفض مدير تحرير "النّهار" نشر هذه المقالة
|