الدكتور جوزيف الياس

فهرس: صفحة المدخل     سبرة علميّة       ملاحق     صور المؤلفات العامّة     صور الكتب المدرسيّة     مقالات جديدة    للاتصال بنا




"المدير العامّ" و "الأمين العامّ"




ما زلتُ أسمع معظم العاملين في الإعلام المرئيّ والمسموع ينطق بصيغة لغويّة هجينة، لأنّها ليست من العربيّة في شيء. هذه الصيغة هي قولك "مدير عام وزارة كذا أو مدير عام المؤسّسة الفلانيّة"، وأمين عام جامعة الدول العربيّة، ومُدَّعي عام التمييز". ففي التعابير الثلاثة، ينطق الإعلاميّ بكلمة "عام" ساكنة الميم المُخَفَّفة من غير تشديد (عامْ). فلو طُلِبَ إلى مَن نطق بإحدى الصِّيَغ التعبيريّة الثلاث، أكان إعلاميًّا أم لغويًّا، أن يُعرِب لفظتَيْ "مدير عام ..." أو "أمين عام ..." أو "مُدَّعي عام ..."، لاَستغلقَ عليه الأمر وعجز عن ذلك. فلكي تقبل كلٌّ من الصِّيَغ الثلاث الإعراب، لا يجوز فيها أن ترد إلاّ مُعَرَّفةً بـ"اَل"، كقولنا "المديرُ العامُّ لوزارة الإعلام، والأمينُ عامُّ لجامعة الدول العربيّة، والمدَّعي العامُّ التمييزيّ أو المدّعي العامُّ للجمهوريّة"، أو مُنَكَّرةً تمام التنكير، كقولنا "هو مديرٌ عامٌّ لوزارة كذا أو للمؤسّسة الفلانيّة، وهو أمينٌ عامٌّ لاتّحاد الكتّاب، وهو مُدَّعٍ عامٌّ للجمهوريّة". وفي كِلتا الصيغتَيْنِ، يُلفَظ بكلمة "العامّ" أو "عامّ" مُضاعَفةَ حرف الميم (مُشَدَّدة). أمّا قولك "هو مدير عام الوزارة، وهو أمين عام الجامعة، وهو مُدَّعي عام التمييز"، فلُغَةٌ مرفوضةٌ، لأنّها لا تقبل الإعراب بأيّ حال وبأيّ وجه من الوجوه. فعسى أن نتجنَّبَ هذا الزلل في اللسان، وهذا الخروج على قواعد العربيّة.

النّهار: العدد 24424، 20/6/2011

 

جميع حقوق النشر محفوظة dr.josephelias.com