تصحيح لا بدَّ منه
تعقيبًا على ما قرأت في "النّهار" يوم 29 تشرين الأوّل 2011، للقسّ الإنجيليّ سهيل سَعّود، وتحت عنوان "31 تشرين الأوّل ذكرى الإصلاح الإنجيليّ ..."، أُدوِّن الملاحظات التالية:
1- إنّ القسّ الإنجيليّ الدكتور كرنيليوس ڤاندَيْك (1818-1896) ترجمَ "العهد الجديد" أوّلاً، وطبعه في المطبعة الأميركيّة ( أو مطبعة الأميركان) سنة 1860، أي قبل أن يُطبَع الكتاب المقدَّس (العهد القديم والعهد الجديد) بسنين. بيد أنّ العمل في ترجمة الكتاب المقدَّس كان قد بدأ قبل ذلك بسنين، وبالتعاون بين الدكتور ڤانديك والقسّ الدكتور عالي سميث (... – 1857) اللّذَيْن عملا على ترجمة أمينة من اللّغتين اليونانيّة والعبريّة. وقد ساعدهما في مراجعته وضبط لغته المعلّم (لم تُستَعملْ كلمة "الأستاذ" في تلك الأيّام) بطرس البستاني (1819-1883) والشيخ ناصيف اليازجي (1800-1871) والشيخ يوسف الأسير (1815-1889، لم يذكره القسّ سَعّود). وبعد وفاة الدكتور سميث، تابع الدكتور ڤانديك ومعاونوه الثلاثة العمل (وليس بعد تسع سنوات من وفاة سميث كما يقول القسّ سَعّود) في الترجمة والتدقيق والضبط، فدام ذلك سنوات، وطُبِعَ الكتاب المقدّس (العهد القديم والعهد الجديد) في المطبعة الأميركيّة سنة 1865، فجاء في ما يزيد على ألفَيْ صفحةٍ من القطع الكبير، وبحرف طباعيّ كبير. وقد ذُيِّلَ العهد القديم بأنّ "الفراغ من طبعه" كان في 9 آذار 1865، وذُيِّلَ العهد الجديد بأنّ "الفراغ من طبعه" كان في تشرين الثاني 1864. ثمّ أُعيدَ طبع الكتاب المقدّس في المطبعة الأميركيّة، عام 1866، بحرف صغير أو دقيق (لي بحث في الكتب المطبوعة في بيروت منذ إنشاء المطبعة الأميركيّة سنة 1834 وحتّى بداية العهد الحميديّ سنة 1876).
2- إنّ الصرح العلميّ الذي أنشأهُ المُرسَلون الأميركان في بيروت هو رسميًّا " المدرسة السوريّة الكلّيّة الإنجيليّة"، وليس "الكلّيّة الإنجيليّة السوريّة" كما يقول القسّ سَعّود. وقد أبقى المُرسَلون على هذه التسمية طوال العهد العثمانيّ، ولم تُعرَفْ هذه المؤسَّسة باسم "الجامعة الأميركيّة" إلاّ مع بداية عهد الانتداب الفرنسيّ. وقد قابلَتْها، في الشطر الآخر من بيروت، "كلّيّة القدّيس يوسف" (لا الجامعة اليسوعيّة) التي أنشأها الآباء اليسوعيّون سنة 1875.
3- إنّ افتتاح "المدرسة السوريّة الكلِّيّة الإنجيليّة كان في شهر تشرين الأوّل من سنة 1866، وليس عام 1868 كما جاء في مقالة القسّ سَعّود. وحين احتفلت الجامعة الأميركيّة، عام 1991، بمرور 125 سنة على تأسيسها، أهديتُ إليها بحثًا مطوَّلاً أو سلسلة مقالاتٍ، نُشِرت في "النّهار"، فجاءت في ستّ حلقاتٍ أولاها في 17 أيلول 1991، والأخيرة في 23 أيلول من العام نفسه. وقد تناولتُ في تلك المقالات تاريخ المؤسَّسة وأخبارها منذ التأسيس حتّى سنة 1911.
إنّه مجرَّد تصحيحٍ أو توضيحٍ لا يغبن مقالة القسّ سَعّود، ولا ينتقص من شأنها وقيمتها.
ارفض مدير تحرير "النّهار" نشر هذه المقالة
|