تحيّة "اليقظة"
أُحيّي الأستاذ سمير عطاالله، مستدركاً أو مصحِّحاً، من دون أن أنكر عليه جهده وسعة اطّلاعه؛ ولْيَعذرني إذا تأخرّتُ عليه قليلاً بسبب ظروف طارئة وقاهرة. فقد قرأت في افتتاحيّته في "النهار"، يوم ۱۱ نيسان ۲۰۱۲، قوله بالحرف "هلمّوا واستفيقوا أيّها العرب"، وهو الشطر الأوّل أو صدر بيت المطلع من قصيدة نُسِبت إلى الشيخ إبراهيم اليازجي، وتداولتها الألسن حوالى عام ۱۸۸۰ أو بعد ذلك بقليل. وصدر البيت هذا، كما قرأته في مقالة الأستاذ عطاالله، مكسور الوزن؛ وصواب لغته ووزنه هو "تَنَبَّهوا واستَفيقوا أيُّها العربُ!"، وشطره الثاني أو عَجُزُه هو "فقد طَمى الخَطبُ حتَّى غاصتِ الرُّكَبُ".
ومن ثَمَّ، أقول للأستاذ عطاالله إنّ اليازجي لم يستعمل، في ما وصلنا من أبيات قصيدته، تركيب "يقظة العرب"، وإنّ جورج أنطونيوس لم يكن أوّل من استعمل التركيب نفسه في كتابه "يقظة العرب" (بالإنكليزيّة، لندن ۱۹۳۸). فالسبق في هذا كان لنجيب عازوري الذي وضع بالفرنسيّة كتاب "يقظة الأمّة العربيّة في آسيا" (طُبِع في باريس عام ۱۹۰۵). وقد كان هذا قبل الانقلاب العثمانيّ بثلاث سنوات. بيد أننّي قرأت في افتتاحيّات صحف بيروت، إبّان العهد الدستوريّ العثمانيّ (۱۹۰۸ – ۱۹۱٤)، ألفاظاً أو تراكيب تشير إلى "اليقظة"، مثل "النهوض العربيّ"، أو "نهضة العرب"، أو "يقظة الجنس العربيّ"، أو "يقظة العنصر العربيّ"، أو "نهضة الأمّة"... وأنا أُوافق الأستاذ عطاالله في ما قال في مسيحيّي المشرق، وهم مسيحيّو الشام غالباً. أمّا السبق بين هؤلاء فكان لمسيحيّي لبنان، وللموارنة على وجه الخصوص.
النّهار: العدد 24730، 14/5/2012
|