الدكتور جوزيف الياس

فهرس: صفحة المدخل     سبرة علميّة       ملاحق     صور المؤلفات العامّة     صور الكتب المدرسيّة     مقالات جديدة    للاتصال بنا




معجم في موسوعة




كرّمت الكويت الشعر والشعراء في المؤتمر الذي دعت إليه "مؤسّسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعريّ". وهذه هي الدورة الحادية عشرة التي تعقدها المؤسّسة؛ وقد دُعِيت، هذه المرّة، دورة "معجم البابطين لشعراء العربيّة في القرنين التاسع عشر والعشرين"، وتمّ افتتاحها، مساء الاثنين في 27 تشرين الأوّل 2008، بـ"احتفاليّة" كبرى تخلّلها تكريم للشاعر الفلسطينيّ هارون هاشم رشيد، وتوزيع جوائز على عدد من الشعراء. وفي اليوم التالي، بدأ المؤتمر ندواته الفكريّة التي دامت أيّامًا ثلاثة تكلّم فيها نحو عشرين باحثًا، وشارك فيها مئات المدعوّين من الشعراء والنقّاد والصحافيّين والأكاديميّين العرب والأجانب.
أهمّ الموضوعات التي عالجها المؤتمر، في يومه الأوّل، كان "حوار الحضارات والتعايش بين الثقافات والأديان". وقد جُعِل هذا الموضوع في ثلاثة محاور خُصَّ كلّ منها بجلسة. وأوّل هذه المحاور هو "محور الثقافات الحاكمة اليوم"، وثانيها هو "محور صراع المصالح وتأثيره في المشهد الثقافيّ العالميّ"؛ أمّا الثالث فعنوانه "حوار الثقافات طريق إلى حلّ القضايا". وفي كلّ من الجلسات الثلاث، قُدِّمت أربع "مداخلات" أو أوراق عمل. واستُكمل اليوم الثاني بـ "ندوة مصاحِبة" أخرى موضوعها الشعر والأدب. وقد خُصَّت هذه الندوة بجلستين اثنتين، حملت أولاهما عنوان "محور دراسات المعجم"، وقُدِّمت فيها ثلاث "مداخلات" أو أوراق عمل. أمّا الجلسة الثانية فكان موعدها اليوم الثالث، وعنوانها "محور الدراسات النقديّة والأدبيّة"، والمتكلّمون فيها أربعة. وقد انصرف "المُنتَدون"، في الجلستين الأخيرتين، إلى الكلام على منهج التأليف في معجم البابطين، وبخاصة تراجم الشعراء واختيار النماذج الشعريّة لكلّ منهم، وعلى الشعر والهويّة العربيّة في هذا المعجم، وإرهاصات النهضة في شعر القرن التاسع عشر، وأثر القصيدة الجاهليّة في شعر القرنين التاسع عشر والعشرين. وآخر ما عُرِض كان موسيقى القصيدة العربيّة في المعجم.
إنّ ما أنجزته "مؤسّسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعريّ"، وهي مؤسّسة خاصّة، عمل جليل قد تعجز عنه الحكومات أحيانًا (وتعجز عنه الحكومة اللبنانيّة بالتأكيد). فقد احتفلت هذه المؤسّسة بصدور "معجم البابطين لشعراء العربيّة في القرنين التاسع عشر والعشرين". وهو، في الواقع، موسوعة ضخمة صدرت حديثًا في خمسة وعشرين مجلّدًا، اثنان وعشرون منها لتراجم الشعراء، والثلاثة الأخيرة للفهارس. وقد بلغ عدد الشعراء الذين تُرجِم لهم في المجلّدات الاثنين والعشرين نحوًا من ثمانية آلاف شاعر. وعلى سبيل المثال، نذكر أنّ تراجم الشعراء الذين يحملون اسم "محمّد" شغلت ما يقرب من أربعة مجلّدات (حوالى 3000 صفحة). وفي رأينا أنّ ما أدّى إلى نجاح هذا المشروع، وشدّ أزر العاملين فيه، وهم بالمئات، هو أنّ رئيس هذه المؤسّسة الأستاذ عبد العزيز البابطين أديب شاعر. فقد قرأنا في ديوانَيْه، اللّذَيْن يحمل أوّلهما عنوان "بَوْح البَوادي" والثاني عنوان "مسافر في القطار"، واللّذَيْن أُهدِيا إلينا في جملة ما أُهديَ من كتب، شعرًا رقيقًا هو بوح أقرب إلى الهمس الخجول، وهو حُداء في القطار بدلاً من حُداء الأسلاف في الزمن الغابر على ظهور الرواحل. لقد استحقّ ما أنجزته مؤسّسة عبد العزيز سعود البابطين الثناء كلّ الثناء ، ونال من الجميع كلّ إعجاب وتقدير، فعسى أن تكون لنا عودة إلى هذا العمل الموسوعيّ في قراءة تقويميّة.

معجم في "موسوعة"

كرّمت الكويت الشعر والشعراء في المؤتمر الذي دعت إليه "مؤسّسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعريّ". وهذه هي الدورة الحادية عشرة التي تعقدها المؤسّسة؛ وقد دُعِيت، هذه المرّة، دورة "معجم البابطين لشعراء العربيّة في القرنين التاسع عشر والعشرين"، وتمّ افتتاحها، مساء الاثنين في 27 تشرين الأوّل 2008، بـ"احتفاليّة" كبرى تخلّلها تكريم للشاعر الفلسطينيّ هارون هاشم رشيد، وتوزيع جوائز على عدد من الشعراء. وفي اليوم التالي، بدأ المؤتمر ندواته الفكريّة التي دامت أيّامًا ثلاثة تكلّم فيها نحو عشرين باحثًا، وشارك فيها مئات المدعوّين من الشعراء والنقّاد والصحافيّين والأكاديميّين العرب والأجانب.
أهمّ الموضوعات التي عالجها المؤتمر، في يومه الأوّل، كان "حوار الحضارات والتعايش بين الثقافات والأديان". وقد جُعِل هذا الموضوع في ثلاثة محاور خُصَّ كلّ منها بجلسة. وأوّل هذه المحاور هو "محور الثقافات الحاكمة اليوم"، وثانيها هو "محور صراع المصالح وتأثيره في المشهد الثقافيّ العالميّ"؛ أمّا الثالث فعنوانه "حوار الثقافات طريق إلى حلّ القضايا". وفي كلّ من الجلسات الثلاث، قُدِّمت أربع "مداخلات" أو أوراق عمل. واستُكمل اليوم الثاني بـ "ندوة مصاحِبة" أخرى موضوعها الشعر والأدب. وقد خُصَّت هذه الندوة بجلستين اثنتين، حملت أولاهما عنوان "محور دراسات المعجم"، وقُدِّمت فيها ثلاث "مداخلات" أو أوراق عمل. أمّا الجلسة الثانية فكان موعدها اليوم الثالث، وعنوانها "محور الدراسات النقديّة والأدبيّة"، والمتكلّمون فيها أربعة. وقد انصرف "المُنتَدون"، في الجلستين الأخيرتين، إلى الكلام على منهج التأليف في معجم البابطين، وبخاصة تراجم الشعراء واختيار النماذج الشعريّة لكلّ منهم، وعلى الشعر والهويّة العربيّة في هذا المعجم، وإرهاصات النهضة في شعر القرن التاسع عشر، وأثر القصيدة الجاهليّة في شعر القرنين التاسع عشر والعشرين. وآخر ما عُرِض كان موسيقى القصيدة العربيّة في المعجم.
إنّ ما أنجزته "مؤسّسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعريّ"، وهي مؤسّسة خاصّة، عمل جليل قد تعجز عنه الحكومات أحيانًا (وتعجز عنه الحكومة اللبنانيّة بالتأكيد). فقد احتفلت هذه المؤسّسة بصدور "معجم البابطين لشعراء العربيّة في القرنين التاسع عشر والعشرين". وهو، في الواقع، موسوعة ضخمة جاءت في خمسة وعشرين مجلّدًا، اثنان وعشرون منها لتراجم الشعراء، والثلاثة الأخيرة للفهارس. وقد بلغ عدد الشعراء الذين تُرجِم لهم في المجلّدات الاثنين والعشرين نحوًا من ثمانية آلاف شاعر. وعلى سبيل المثال، نذكر أنّ تراجم الشعراء الذين يحملون اسم "محمّد" شغلت ما يقرب من أربعة مجلّدات (حوالى 3000 صفحة). وفي رأينا أنّ ما أدّى إلى نجاح هذا المشروع، وشدّ أزر العاملين فيه، وهم بالمئات، هو أنّ رئيس هذه المؤسّسة الأستاذ عبد العزيز البابطين أديب شاعر. فقد قرأنا في ديوانَيْه، اللّذَيْن يحمل أوّلهما عنوان "بَوْح البَوادي" والثاني عنوان "مسافر في القطار"، واللّذَيْن أُهدِيا إلينا في جملة ما أُهديَ من كتب، شعرًا رقيقًا هو بوح أقرب إلى النجوى وإلى الهمس الخَفِر، وهو حُداء في القطار بدلاً من حُداء الأسلاف في الزمن الغابر على متون الرواحل. لقد استحقّ ما أنجزته مؤسّسة عبد العزيز سعود البابطين الثناء كلّ الثناء ، ونال من الجميع كلّ إعجاب وتقدير، فعسى أن تكون لنا عودة إلى هذا العمل الموسوعيّ في قراءة تقويميّة.

النّهار: العدد 23533، 19/11/2008

 

جميع حقوق النشر محفوظة dr.josephelias.com